"فرانس برس": المتطرفون في نيجيريا يستخدمون "تيك توك" كمنصة دعائية

"فرانس برس": المتطرفون في نيجيريا يستخدمون "تيك توك" كمنصة دعائية
عناصر بوكو حرام- أرشيف

تحوّل تطبيق "تيك توك" إلى أداة جديدة في يد الجماعات المتطرفة شمال شرق نيجيريا، التي باتت تستخدمه لبث محتوى دعائي واستقطاب مجندين جدد، في تصعيد رقمي يرافق موجة من العنف الميداني المتجدّد في البلاد.

ففي أبريل الماضي، قُتل أكثر من 100 شخص في سلسلة هجمات عنيفة، بينما حذّر حاكم ولاية بورنو –المعقل التاريخي لجماعة “بوكو حرام”– من تقدم جديد تحققه الجماعات المسلحة على الأرض، وفق "فرانس برس".

بث مباشر يروّج للعنف

وكشفت مراجعة أجرتها وكالة الصحافة الفرنسية أن عددًا من الحسابات المرتبطة بمتطرفين تبث عبر "تيك توك" مقاطع فيديو مباشرة تتضمن مشاهد لاستعراض أسلحة نارية وقنابل وأموال نقدية، ويرافقها خطاب معادٍ للغرب بأسلوب يُذكّر بمحتوى الزعيم السابق لبوكو حرام، أبو بكر الشكوي، الذي قُتل عام 2021.

وقال نائب رئيس مؤسسة "بريدجواي" بولاما بوكارتي، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً): "بدأ الأمر بقطاع الطرق.. اليوم، يستخدم عناصر بوكو حرام تيك توك لبث دعايتهم وتبرير العنف، بل وتهديد من يعارضهم علناً".

وأكد أنه تلقى تهديداً مباشراً من أحد مقاتلي الجماعة عبر التطبيق، مشيرًا إلى أن الفيديو حُذف لاحقاً، لكن صعوبة مراقبة البث المباشر تعرقل جهود الإبلاغ الفعّالة.

"تيك توك": لا مكان للإرهاب

ورغم إعلان "تيك توك" عن شراكة سابقة مع منظمة "تكنولوجيا مكافحة الإرهاب" التابعة للأمم المتحدة، فإن التعاون بين الجانبين توقف في عام 2024، بحسب تقارير.

وأكد متحدث باسم "تيك توك" أن الشركة تتبع "سياسة صارمة ضد أي محتوى أو حسابات مرتبطة بجماعات إرهابية"، مضيفاً: "سنتخذ دائماً إجراءات بحق أي محتوى يثبت انتهاكه لإرشاداتنا".

مع ذلك، لا تزال العديد من الحسابات النشطة التي راجعتها الوكالة تعرض دعايات مباشرة وأخرى أرشيفية، منها مقاطع تعود لمؤسس بوكو حرام محمد يوسف، وأخرى لعيسى غارو، أحد الوعّاظ المعروفين بخطابهم المتشدد.

تجنيد رقمي

ويقول صديق محمد، وهو عنصر سابق في بوكو حرام انشق عن التنظيم، إن اللجوء إلى "تيك توك" يعود إلى الضغط الأمني على تطبيقات مشفّرة مثل "تلغرام"، مضيفاً أن الجماعات باتت تخاطب "الجيل الجديد بلغة الفيديوهات القصيرة والهدايا الرقمية".

ويتابع: "الجماعات فهمت أن الخطاب التقليدي لم يعد فعالاً والآن هم ينجحون في التأثير على عقول الشبان".

ويرى المحلل الأمني مالك صموئيل، من مركز الحوكمة الجيدة في إفريقيا، أن ظهور وجوه المروجين في البث المباشر هو تكتيك مدروس مضيفا: "إنهم لا يخفون أنفسهم، بل يظهرون بثقة ليقولوا لمتابعيهم: نحن أشخاص حقيقيون ولسنا مجرد أشباح خلف الشاشات".

ويؤكد أن ذلك يخلق إحساسًا بالارتباط المباشر ويزيد من فاعلية التجنيد.

وسط تصاعد العنف على الأرض في نيجيريا، تُضاف الآن جبهة رقمية خطيرة إلى المشهد، تهدد بتوسيع نفوذ الجماعات المسلحة وجذب مؤيدين جدد عبر أدوات العصر، بينما تحاول السلطات وشركات التكنولوجيا اللحاق بهذا التطور المتسارع.

جماعة مسلّحة في نيجيريا

بوكو حرام هي جماعة مسلّحة تأسست في نيجيريا عام 2002 على يد محمد يوسف، وكان هدفها المعلن في البداية هو مناهضة التعليم الغربي، حيث تعني التسمية بالهوساوية تقريبًا: "التعليم الغربي حرام". 

وبعد مقتل مؤسسها محمد يوسف على يد الشرطة النيجيرية في عام 2009، تحوّلت الجماعة إلى العنف المسلح تحت قيادة أبو بكر الشكوي، وبدأت شنّ هجمات دامية على قوات الأمن والمدنيين، خاصة في شمال شرق نيجيريا.

ورغم الضربات العسكرية، لا تزال بوكو حرام والجماعات المنشقة عنها نشطة في شمال شرق نيجيريا وفي مناطق من النيجر وتشاد والكاميرون، وتُعتبر تهديدًا أمنيًا إقليميًا مستمرًا.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية